قال المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، إنّ البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي انعقدت مؤخرًا لم يتضمن أي موقف مشترك من الجانب الأمريكي
وأضاف أبو بكر، أن البيان اقتصر على تأكيدات تقليدية ومتكررة صادرة عن الدول العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي، مثل “الحرص” و”الاهتمام” و”الدعم”، دون مواقف ملموسة من الطرف الثالث، أي الولايات المتحدة
وأعرب أبو بكر عن اندهاشه من تلقي وعود من الرئيس الأمريكي بعدم ضم الضفة الغربية، قائلاً: “يعني نحن الآن نُمنح وعدًا بعدم ضم الضفة الغربية؟ وكأن القضية تحولت إلى مجرد الرجاء بعدم اتخاذ خطوة إضافية ضد الفلسطينيين، بينما العدوان مستمر في غزة”
وواصل: “الاجتماع هذا يستحق أن يُطلق عليه ‘اجتماع يا صبر أيوب’، نظرًا لما يتطلبه من صبر شديد من القادة العرب المشاركين، مثل الملك عبد الله وأمير قطر والدكتور مصطفى مدبولي، فنحن نتحدث عن غزة، وها نحن نحتفي بوعد بأن الضفة الغربية لن تُضم!”
وقال أبو بكر، إنّ هناك شعورًا عامًا بأن الدول العربية تُحمّل مصر وحدها مسؤولية الحل في القضية الفلسطينية، رغم أن قدرات الدول العربية مجتمعة تخضع لظروف سياسية واقتصادية صعبة، مشددًا على ضرورة الواقعية في التقييم
وأضاف أبو بكر “لماذا يُنتظر من مصر وحدها أن تتصرف وتجد الحلول؟ لماذا آخذ من قوت المصريين لأدخل في مغامرات غير محسوبة؟ من لديه حل بديل، من موريتانيا إلى العراق، فليتقدم ويقدّمه”
وأكد أبو بكر أن ما يجري هو أقصى ما يمكن تحقيقه في ظل المعطيات الدولية والإقليمية الراهنة، مشيرًا إلى أن القوة الحقيقية للدول تأتي من شعوبها
وواصل: “هل اخترع أحد فينا البنسلين؟ أمريكا قوية لأن شعبها يخترع ويُنتج ويبتكر. الدول هي نتاج شعوبها، ولذلك نعمل ضمن ما نستطيع”
وتابع أبو بكر حديثه بالإشادة ببيان الرئيس المصري، مؤكدًا، أنه الممتاز، لكونه عبّر بذكاء عن فهم واضح لفكر الرئيس الأمريكي ترامب، مؤكدًا أن العرب يحاولون التفاعل مع الإدارة الأمريكية بلغة يفهمها قادتها، لأن السيطرة على نتنياهو لا يمكن أن تأتي إلا من واشنطن
وقال أبو بكر، إنّه تأثر كثيرًا بقصة طالب الطب حسن محمد من محافظة أسيوط، والتي نُشرت على أحد المواقع الصحفية، مؤكدًا أن هذه النماذج تمثل الشرف والكفاح الحقيقي في المجتمع المصري
وأضاف أبو بكر، أن حسن، الذي يدرس في كلية الطب ويعمل في الوقت ذاته ميكانيكيًا، تعرض للتنمر من بعض الأشخاص بسبب عمله، رغم أنه نموذج يحتذى به في الاجتهاد والطموح
وتابع، أن العمل الشريف، أياً كان نوعه، هو مصدر فخر وليس موضع سخرية، قائلاً: “حسن، أنت يجب أن ترفع رأسك، لأنك ستصبح دكتورًا كبيرًا في يوم من الأيام.. هذه الأيام الصعبة ستحكيها لأولادك وأحفادك، وستفتخر بها”
وأضاف: “أنا كنت يومًا ما مثلك، أستيقظ فجرًا وأحمل على كتفي، وها أنا اليوم أرتدي هذه البدلة التي اشتريتها بعرقي”
وأشار الإعلامي إلى أنه طلب من زملائه في الموقع تزويده ببرقم هاتف حسن، موضحًا أنه يرغب في تقديم “شيء كبير” له، دعمًا وتشجيعًا لمسيرته
وأضاف: “الورشة التي تعمل فيها يا حسن هي بداية طريقك، وهي وسام على صدرك، مثلها مثل أي عمل شريف في هذا البلد”
وتابع أبو بكر حديثه برسالة لكل شاب مكافح يعمل من أجل حياة كريمة، قائلاً: “كل التحية والتقدير لكل من يعمل بكرامة، ويصحو من أجل لقمة عيشه.. خلونا نسلّط الضوء على هذه النماذج وندعمها نفسيًا، حتى تواصل مسيرتها، وسيأتي اليوم الذي نستضيف فيه الدكتور حسن بعد تخرجه، ويحمل معه قصة نجاح تفتخر بها محافظة أسيوط وكل مصر”
وأشاد أبو بكر، بتجربة البنك التجاري الدولي (CIB)، واصفًا إياها بأنها “تجربة مصرية كبيرة جداً” تمثل قصة نجاح ملهمة في القطاع المصرفي، منذ نشأة البنك وحتى اليوم
وأكد أن البنك يستعد للاحتفال يوم السبت المقبل بمرور 50 عامًا على تأسيسه، وهي مناسبة وطنية تعبّر عن إنجاز حقيقي يجب أن يفتخر به كل مصري
وأضاف أبو بكر، أن اسم CIB أصبح مرادفًا للتميز والاحترافية، ليس فقط داخل مصر، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم. وأوضح أنه في أي محفل دولي، سواء في أوروبا أو أمريكا أو دول الخليج، فإن الانتماء إلى بنك CIB – سواء كموظف أو عميل – بات أمرًا يدعو للفخر والاعتزاز
وتابع، أن هناك أجيالاً كاملة تعلمت من مدرسة CIB المصرفية، وأن العديد من البنوك تنظر إلى هذا الكيان كنموذج يُحتذى به في الأداء والانضباط والجودة، مشيرًا إلى أن البنك استطاع خلال العقود الخمسة الماضية أن يرسّخ اسمه في الأسواق المالية الدولية من خلال كفاءاته وإدارته المحترفة، ووجوده في قارة إفريقيا يعكس هذا التمدد المدروس
وختم أبو بكر حديثه بتوجيه التهنئة لإدارة البنك، وعلى رأسها الأستاذ هشام عز العرب والأستاذ عمرو الجنايني، وجميع القائمين على هذا الصرح الاقتصادي. كما عبّر عن اعتزاز قناة النهار بشراكتها التجارية مع البنك، قائلاً: “كل سنة وأنتم طيبون، وكل سنة وCIB يكتب خطوات نجاح كبيرة، ويمثل مصر في أفضل صورة ممكنة في الداخل والخارج”، جاء ذلك خلال برنامج “آخر النهار”، عبر قناة “النهار
المصدر :الموقع بتاريخ: الأربعاء 24 سبتمبر
Français 
English (UK) 
العربية