الرئيس السادات(رحمة الله عليه) حاول زيادة الأسعار بنسبة بسيطة.. الدنيا قامت ورجع في كلامه
وفي ٣٠ سنة مع مبارك كانت الدنيا أشبه بمثل (عيشني النهاردة مستقر وموتني بكرة)
ثم جاء السيسي بسياسة جديدة جدًا على دول الشرق الأوسط والدول الأفريقية، وبعض دول العالم التي تشبه مصر
وهي سياسة الصدمة العنيفة أو العملية الجراحية الكبيرة، دون أدنى خوف على الشعبية أو البقاء في المنصب
والحقيقة أن المصريين لا يتعاملون مع السيد رئيس الجمهورية (عبد الفتاح السيسي) وإنما المصريون يتعاملون مع السيسي ولا يعرفون غيره..لا برلمان ولاحكومة ولا بنك مركزي.. هم يعرفون أن السيسي هو صاحب كل القرارات بحلوها ومرها، وهو الذي يمكن أن يفعل أشياء كبيرة في وقت قصير، وهو الحريص على المال العام
ولكن السؤال التاريخي.. لماذا يتقبل المصريون هذه القرارت من السيسي؟ الإجابة: هي أن الاسم والشخص وليس المنصب.. أصبح بالنسبة للمصريين صمام أمان وشعور دائم بالصدق والأمانة وبالتالي الترمومتر الوطني الشعبي في حالة أمان على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها المواطن المصري أمام القرارات الاقتصادية.. وللأمانة هناك أمور فرضت على الرئيس السيسي.. وهناك طريق هو الذي اختاره، ففي أول سنوات حكمه فرض عليه الحرب على الإرهاب.. وعرضت حياته هو شخصيًّا للخطر وحارب وانتصر، ثم كان الاختيار في الملف الاقتصادي بين المسكنات والعمليات الجراحية العنيفة.. فكان الاختيار عمليات جراحية عنيفة دون أي تردد أو تراجع، ولن تشهد مصر قرارات مؤثرة اقتصاديًّا أصعب من قرار تعويم الجنيه، كل القرارت التالية لن تكون بقوة تأثير هذا القرار
وأتوقع أن يكون هناك قرارات اقتصادية أخرى، مع زيادة في مفهوم الضمان الاجتماعي لمستحقيه في برامج، مثل: حياة كريمة وتكافل وكرامة وغيرها
السيسي يريد الحد تمامًا من الاستيراد وهو طموح وطني مشروع، وبالتالي الحاجة ستكون أم الاختراع.. وسيحاول المصريون إيجاد البديل.. ستكون مرهقة للبعض في البداية إلا أن التعود سيقضي على الارتباك والنتيجة المأمولة هي الحد من الاستيراد، ولكل من يأملون التراجع من قبل الدولة عن أي قرار اقتصادي أقول لهم: في تقديري إن هذا لن يحدث فنحن أمام إدارة اختارت طريقًا لن تحيد عنه.. مهما كانت المصاعب
فكل ما ظل جامدًا لعشرات السنين سيتحرك اليوم وبقوة
لكن ما يمكن أن نقترحه هو أن تقوم الحكومة بدراسة تأثير هذه القرارات على المتضررين لمحاولة تعويضهم بشكل آخر، فلا يمكن أن أكون مستثمر وأواجه كل ذلك بمفردي وحتى إن استطعت في مشروع أو اثنين، فبالتأكيد سأخذ المشروع الثالث إلى بلد آخر.. وهنا سنواجه مشكلة أكبر في عدم تدفق الاستثمارات المحلية أو الأجنبية
لابد أن يكون هناك سياسة الرأفة التي تصاحب العملية الجراحية، لأن الضغط الشديد سيؤدي إلى نتائج صعبة
طبعًا متخذ القرار هيقول عملتها ألف مرة قبل كده ونجحت ولسه هعملها.. بصراحة حقه
لكن أخشى أن يصبح المجتمع مضطرًا وليس مقتنعًا، ملتزمًا وليس راضيًا.. فالحالة النفسية للمريض عامل مهم للشفاء بعد العملية الجراحية
المصدر :اخبار اليوم بتاريخ:الأربعاء 23 فبراير