أصبحت الهيافة والتفاهة جزء من حياتنا والمهم اللقطة.. غابت القيم.. وكبر الصغار، وبعدت الأضواء عن الكبار.. والمسئولية تائهة
مش مهم يبقى عندك درجات علمية، أو تحصل على وظيفة دولية.. المهم تعمل فيديو على تيك توك، وتقول فيه أي كلمتين مالهومش أي لازمة هتبقى مشهور والبرامج كلها هتستضيفك والمواقع كلها هنتشر أخبارك
ولو أنت فنان عملت مشهدين تلاتة وخالتك اطلقت من جوزها ده ممكن يبقى موضوع الساعة ويا سلام بقى لو تعلق على موضوع طلاق خالتك على السوشيال ميديا هتبقى تريند في ساعتين
ولو أنتِ ممثلة على مقسم يا سلام لو تطلعي بفستان من إياهم وتقفي قدام المصورين في أي مهرجان وتلفي لفتين هتبقي بالليل بطلة التوك شو كله
أما بقى لو عرفت تسرب حكاية خناقة بين واحد مشهور ومراته دي بقى الحدوتة الكبيرة وكلمة من هنا على كلمة من هنا على تسريبات صوتية على كام إسكرين شوت لصور محادثات بينهم ومين كان بينام على أي ناحية هتبقى هي دي الحدوتة، وهياخد مساحة كبيرة في كل وسائل الإعلام العظيمة
عندي ليك طريقة بقى لو أنت مواطن عادي ومش مشهور بس عندك حساب على فيس بوك عليه كام ألف متابع
اضرب خبر.. أي خبر، في أي مجال، اقتصاد، بنوك، بورصة، عقارات.. أي حاجة بس خبر كده يكون كذبة من اللي هي.. مفيش ساعتين وهتبقى نجم النجوم وحسابك هتزيد متابعيه
ولو حد كذبك قُل كنت اتخيل أو كنت اعتقد.. ومش مهم أيه اللي يحصل بعدها، المهم اللقطة
ما هذا الهزل؟
أيها السادة ماذا يقرأ، ويسمع، ويشاهد المواطن المصري؟
هي مسئولية كبيرة علينا جميعًا وعلى كل من يتعاملون مع هذا الملف
إننا نبني أجيالًا قادمة فإما أن يكون بناءً قويًّا وإما أن يكون بناءً سهل اختراقه
والمجتمع العربي وبعض من المجتمعات الغربية ينظرون إلينا جميعًا
ويتحسرون أحيانًا من مشاهدة بعض الذين يتصدرون المشهد الآن ويقارن بأبطال الماضي ونجوم مصر في زمن آخر
وفي هذا الزمان لايوجد شيء اسمه رقابة وأنا شخصيًّا لا أؤمن بأي رقابة علي أي عمل فني، بل أؤمن بالقانون
ولا أعرف كيف ستتحكم الرقابة في هذا الكم الهائل من وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث.. الرقابة لابد أن تكون ذاتية ومجتمعية
ولا أرى أن الإعلام بعيدًا عما وصل إليه المجتمع المصري كله، فالمسئولية على الإعلام عظيمة وكبيرة.. فكل معد أو صحفي مسئول تمامًا عن ما يبحث عنه ويضيع فيه وقته.. وكل مقدم برامج أو رئيس تحرير مطالب بأن يقف في وجه أي اقتراح للنشر أو الإذاعة من شأنه الخوض في الأعراض، أو الحديث عن خلافات زوجية
أو نشر فن هابط أو استضافة شخصيات تسيء للمجتمع المصري كله
الحقيقة أيضًا أننا عدد من المجتمعات في مجتمع واحد
منهم مثلًا مجتمع التوكتوك والميكروباصات وعلى الناحية الأخرى مجتمع نوادي الصفوة
وكل مجتمع من دول.. له شيوخه ودراويشه وتفاهاته..والاثنان لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في المجتمع المصري، والاثنان يعانيان من نفس الأزمة
ويبقى السؤال: ما الحل؟
نقول: ثقافة، تعليم، رقابة ذاتية
ممكن.. لكن أمتى؟ وبكام؟ ويكون حصل أيه لحد ما نوصل؟
نقول: قانون وردع ونيابة.. على أيه؟ على استضافة كُزبرة وبقدونس
القانون لايُجرم حيازة البقدونس
نقول: حرمان من ممارسة النشاط
هو أيه النشاط؟ غناء ولا رقص ولا فتي على السوشيال ميديا ولا برامج تافهة ولا أخبار ملهاش أي لازمة
ده في مليون منصة لنشر هذه التفاهة دون الحاجة لأي أذن
طيب لحد ما نلاقي حل بس خلوا بالكم ده طوفان كبير لن نستطع مواجهته.. وكل أسرة تبتدي من سن ثلاث سنوات تشوف دماغ أولادها بتتشكل أزاي؟ بيقرأوا أيه وبيسمعوا أيه.. ده للأسر اللي تقدر تعمل كده ثقافيًّا
طيب والباقيين؟! معرفش.. معنديش إجابة
واللي هيقولك دي مسئولية الحكومة منفردة هقوله أنت ظالم ده أحيانًا الداخلية بتبقى مطالبة بالتصدي لجرائم بسبب ما يشاهده الشباب المصري
فكروا في الحل.. ده موضوع كبير والطناش فيه مش هينفع، وحرام تبقى دي صورة المجتمع المصري
المصدر :اخبار اليوم بتاريخ: الاربعاء 15 ديسمبر